عفوا.. تعثر مرور محترفينا للخارج
يتفق الجميع على ان ثمة علاقة طردية بين أداء اللاعب وحضوره القوي في المناسبات الرياضية مع ظهور منتخب بلاده بالمظهر الجيد في تلك المحافل حيث ان المنتخب الذي يقدم عطاءات جيدة في المناسبات القارية او العالمية تزيد من ارتفاع الأداء الفني للاعب وبالتالي ينعكس عليه ايجابا مع رفع اسهمه وقيمة عقده في البورصة الاحترافية . يظل اللاعب السعودي لغزا محيرا على مدار السنوات الماضية لاسيما وان لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم وضعت لوائح وتعديلات في الأنظمة من اجل الارتقاء باللاعب السعودي المحترف بيد انه -أي لاعب- مازال في مكانه يراوح في الوقت الذي سجل فيه اللاعب العربي حضورا جيدا في مشواره الاحترافي خارج بلاده حيث نتذكر في هذا المشهد الحارس العماني علي الحبسي الذي يذود عن شباك بولتون الانجليزي ويتواجد اللاعب المصري احمد حسام (ميدو) في نادي سندرلاند الانجليزي بعد تجربة ناجحة وليست قصيرة مع توتنهام الانجليزي اضافة الى العديد من اللاعبين العرب من المشرق والمغرب يحصدون نجاحات منقطعة النظير مع اندية معروفة وما يزيد الأمر غرابة ان لاعبي المنتخب السعودي استطاعوا ان يتأهلوا الى نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية ما يجعلهم عرضة للاكتشاف العالمي وبالرغم من هذه الفرصة لم نر لاعبا سعوديا في اوروبا منذ نشأة الكرة السعودية في بلادنا باستثناء مشاركتين متواضعتين للاعب فهد الغشيان مع نادي لكمار الهولندي واللاعب سامي الجابر مع ولفرهاملتون الانجليزي وظل حبيسا لمقاعد البدلاء في ذلك النادي في حين ظل لاعبونا «للفزعات» محترفين بنظام الاعارة لمباراة او مباراتين في فرق قطرية؟ ويجب ان لا تمر تجربة احتراف اول لاعب سعودي فؤاد انور خارجيا في احد الاندية الصينية مرور الكرام حيث أكد اللاعب نفسه ان تجربته كانت ثرية سواء بالاحتكاك مع لاعبين اجانب في الدوري الصيني او بالاستفادة المالية.
وقد طرحت «عكـاظ» سؤالا هاما على اهل الاختصاص عن ما اذا كان اللاعب السعودي مؤهلا للاحتراف الخارجي أم لا؟ وما هي العوائق التي تمنع اللاعب السعودي من الاحتراف خارجيا؟ وهل لانظمة الاحتراف دور في ذلك؟
في البداية تحدث المدرب الوطني محمد الخراشي في هذه القضية مؤكدا انه لا يوجد لدينا في ملاعبنا السعودية لاعب خارق يستحق الاحتراف خارجيا وتحديدا في الاندية الاوروبية وان كان هناك لاعب فلن تفرط فيه ادارة ناديه.. وأرجع سبب عدم احتراف اللاعب خارجيا الى ارتباطه بعائلته ولمقاضاته راتبا عاليا اضافة الى كونه لا يستطيع التعايش بسهولة مع محيطه وكذلك الأندية لها دور في ذلك باعتبارها تسعى للاستفادة بخدمات اللاعب مع فريقه محليا.
ولم يخف المدرب محمد الخراشي ان ثلاثة لاعبين محليين يمكنهم الاحتراف الخارجي من خلال اندية الدرجة الثانية او الثالثة لكنه اشار الى عدم قدرتهم على المواصلة والاستمرارية الى نهاية الموسم بسبب اللغة والعادات وعدم التعايش مع مرحلته الجديدة الى جانب كبر سنهم.
من جانبه علق اللاعب الدولي المعتزل والصحفي بالزميلة الحياة صالح الداوود على هذه الأسئلة مشيرا الى ان السبب الرئيسي في عدم خوض اللاعب تجارب احترافية يعود الى عدم رغبتهم في التدرج بين الاندية حيث ينظر اللاعب السعودي الى الاندية الكبيرة فقط..
وقال: هذا أمر خاطئ حيث ينبغي للاعب التدرج بين الأندية حيث ان رغبته في الاحتراف في الاندية الكبيرة صعبة في بداية مشواره الاحترافي خاصة وانه مطالب برفع فكره الاحترافي من خلال الاندية متوسطة المستوى وفي اعتقادي ان اللاعبين الحاليين مرفهون ومتوفر لهم كافة السبل التي تدفعهم في اتجاه البروز والارتقاء..
ومضى بقوله مبينا اهمية وجود وكيل اعمال لكل لاعب واعتبرها الداوود خطوة جيدة من قبل لجنة الاحتراف وطالب في الوقت ذاته ضرورة تفعيلها باعتبار ان العملية التسويقية عامل مهم في احتراف اللاعب لاسيما ان اللاعب يجهل القوانين وغير مثقف احترافيا فوجود وكيل اعمال يسهم في تفرغ اللاعب لتطوير قدراته وبحث وكيل الاعمال عن مردود مالي له فيما لو نجح في احضار اندية معروفة واعتبرها لفتة رائعة من لجنة الاحتراف بالزام اللاعبين بتوكيل مدير اعمال لكل واحد منهم.
وتحدث الداوود عن التجربة الاحترافية للاعبين الذين سبق لهم الاحتراف الخارجي قائلا: لم تكن تلك التجارب ذات نقلة نوعية في أداء اللاعبين ولم يكن لها أي تأثير ايجابي على المستوى الاحترافي في المملكة او للاعبين انفسهم وأرى ان احترافهم كان اسما وليس مضمونا..
وحمل الداوود لجنة الاحتراف مسؤولية اخفاق اللاعب السعودي في الفترة الماضية وعدم مقدرته على الاحتراف الخارجي لوجود خلل كبير وواضح في نظام الاحتراف المعمول به في المملكة وتساءل عن الكيفية التي يطبق بها اللاعب النظام الاحترافي الخارجي وهو لم يطبق النظام الاحترافي في الداخل بالشكل الصحيح.
وأضاف: احمل غياب اللاعب السعودي عن الاحتراف الخارجي في الفترة الماضية الى لجنة الاحتراف التي لم تحافظ على حقوق اللاعب ولم تضع استراتيجية الاحتراف في شكلها السليم وتأكيدا على ما اقوله ان اللجنة مازالت حتى الآن تعدل في لوائحها وانظمتها رغم مرور 15 عاما على تطبيق الاحتراف وكانت اللجنة مسؤولة فقط عن توقيع عقد اللاعب لكنها تتخلى عن اللاعب ولم تحافظ على حقوق اللاعبين في جوانب عدة يأتي في مقدمتها الحق الذهني للاعب وأحملها الجزء الأكبر بسبب وقوفها مع عنجهية الاندية وظلمها الذي كان يقع على اللاعب دون الدفاع عن حقوقه..
من جانبه أكد عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم وكبير المدربين خليل الزياني ان اللاعب السعودي مازال غير قادر على الاحتراف الخارجي ويرجع ذلك لعدم ثقافته الاحترافية وعدم وعيه وادراكه عبر منظور سليم.
وقال: اللاعب السعودي لا يفكر في تنمية مهاراته وتطوير قدراته كاللاعبين العرب وغير العرب من الافارقة ولعدم وجود هدف يسعون الى تحقيقه ومازالوا يعيشون بعقلية قديمة لا تتواكب مع التطور الذي تشهده الرياضة في المملكة فلو نظرنا للاعب الافريقي لوجدناه يخطط ويسعى لتحقيق اهدافه لذلك تميز واضحى مبتغى الاندية المعروفة.
ومضى قائلا: حقيقة أرى انه من الأسباب ايضا تأخر السماح للاعب السعودي بالاحتراف خارجيا حيث كان لدينا لاعبون مؤهلون عام 94 وكانت الأعين تتابعهم والكشافون يرون انهم صالحون في الاحتراف لكن الطلب والرغبة قلت على اللاعب السعودي في عام 98م. اضافة الى ان اللاعب السعودي عاطفي ولا يحبذ الغربة واذا ما تجاوز تلك العاطفة فسيكون قادرا على الاحتراف وأرى من الضروري اللعب في اندية صغيرة ومن ثم التدرج كما هو حال جميع اللاعبين ولابد ان يكون ملما بجميع الانظمة والتقيد بها فالاندية الاوروبية تتعامل مع المحترف بمبدأ الثواب والعقاب ويرى بعض اللاعبين انهم ليسوا بحاجة للاحتراف الخارجي لوضعهم المادي والاجتماعي الجيد . لذلك قد تكون احد الأسباب التي تعيق اللاعب ويرفض الاحتراف الخارجي.
